كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



أخبرني عن ما دعوتم الناس إليه أعلمه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فما دعا إليه أم شيء لم يعلمه؟
قال: بل علمه.
قال: فكان يسعه أن لا يدعو الناس إليه وأنتم لا يسعكم؟! فبهتوا وضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل مجلسا ومد رجليه وهو يقول:
أمر وسع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يسكت عنه ولا يسعنا!
ثم أمر أن يعطى الشيخ ثلاث مائة دينار وأن يرد إلى بلده (1) .
وعن طاهر بن خلف قال: سمعت المهتدي بالله بن الواثق يقول:
كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا.
قال: فأتي بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي: ائذنوا لأحمد بن أبي دواد وأصحابه.
وأدخل الشيخ فقال: السلام عليكم يا أمير المؤمنين.
فقال: لا سلم الله عليك.
قال: بئس ما أدبك مؤدبك قال الله-تعالى-: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}[النساء: 86].
فقال أحمد: الرجل متكلم.
قال: كلمه.
فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟
قال: لم تنصفني ولي السؤال.
قال: سل.
قال: ما تقول أنت؟
قال: مخلوق.
قال: هذا شيء علمه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر والخلفاء أم لم يعلموه؟
فقال: شيء لم يعلموه.
قال: سبحان الله شيء لم يعلموه وعلمته أنت؟!
فخجل وقال: أقلني.
قال: المسألة بحالها ما تقول في القرآن؟
قال: مخلوق.
قال: شيء علمه رسول الله؟
قال: علمه.
قال: أعلمه ولم يدع الناس إليه؟
قال: نعم.
قال: فوسعه ذلك؟
قال: نعم.
قال: أفلا وسعك ما وسعه ووسع الخلفاء بعده؟
فقام الواثق فدخل الخلوة
__________
(1) " فوات الوفيات " 4 / 229 و" عيون التواريخ " 8 / لوحة 168 و" تاريخ الخلفاء " ص 368.